جائزة سنديانة الكرامة لـ "محفوظة"
محفوظة مثال المرأة التي يشهد العالم لبطولتها من دون ان يعترف بها.
28/11/2007
العرب اليوم-اية الخوالده
التكريم الذي نظمته مؤسسة" كرامة" للسيدة الفلسطينية " محفوظة" يعتبر لفتة ذكية تزيد من تحدي واصرار المرأة الفلسطينية على الصمود في وجه الاحتلال وما يتبعه من قسوة ومعاناة.
تلك القسوة وهذه المعاناة تمثلت في "محفوظة" التي هزت صورتها وهي تعانق بقايا شجرة الزيتون ومواجهتها للدبابات والجرافات الاسرائيلية ضمائر الرأي العام.
وبهذه المناسبة اطلقت مؤسسة كرامة جائزة "محفوظة", سنديانة الكرامة, وذلك تقديرا واعترافا منها بدور النساء العربيات في المحافظة على الكرامة, ولما قدمنه من تضحيات في مواجهة التمييز والخطر والعنف.
ومحفوظة امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 65 عاما تشبثت ببقايا شجرة من أشجار الزيتون, تعبيرا عن احتجاجها ورفضها لممارسات الاحتلال, بينما كان الجنود الإسرائيليون والمستوطنون يقتلعون شجر الزيتون في قريتها. وما شجاعة محفوظة ومقاومتها, في وجه أعمال الاغتصاب, إلا مثال نحتذي به جميعا. والسنديانة هي رمز العز والعزيمة, ترمز الى القوة والثبات والجبروت حيث تقف شامخة متحدية في وجه العصور والأعاصير كذلك هي محفوظة ومن هنا تم اطلاق اسم محفوظة, سنديانة الكرامة على هذه الجائزة.
وذكر البيان الصحافي الصادر عن مؤسسة كرامة ان محفوظة تمثل المرأة التي كافحت طوال حياتها وحاربت من دون كلل لتوفر حياة افضل لها ولعائلتها ولمجتمعها رجالا ونساء, في اوقات الحرب والثورة والصراع من اجل الحرية والحياة الكريمة, في معركة مستمرة من اجل العيش الكريم, كما تمثل المرأة التي شهدت محاولات سلب كرامتها عنوة وقهرا, وتمثل المرأة التي يشهد العالم لبطولتها من دون ان يعترف بها والمرأة التي يتم سحقها يوميا ولم تنكسر مطلقا, اوجدت مؤسسة كرامة هذه الجائزة لتكريم النساء العظيمات باعتبارهن هدفا للعرفان والامتنان لكل من دافعت عن شعبها عموما وعن النساء خصوصا, رغبة بالاحتفاء بقوتهن وكرامتهن كرموز تحمل الحاضر والمستقبل وتقديم التقدير والاحترام والتشجيع لهن في زمان لم يحصلن فيه الا على القليل, من اجل ان نبرهن للعالم ان المقاومة الاعظم تكمن في الذين نعتقد بانهم يمتلكون اقل قوة بيننا.
لقد نجحت مؤسسة كرامة بتغيير تفكير الناشطات والمنظمات غير الحكومية من الأسلوب التقليدي الذي يعتبر العنف إساءة جسدية يعود أثره على فئة الإناث فقط إلى الاستيعاب الأكثر شمولية للعنف الذي يؤثر على كل جانب أساسي في المجتمع, من خلال استخدام منهجية متعددة الزوايا لبناء حركة عربية إقليمية.
ربما تطرب الأذن الغربية لرنين كلمة "كرامة" كاسم يطلق على شبكة النساء العربيات لمكافحة العنف, بينما تحمل كلمة "كرامة" للأذن العربية الكثير من معاني المضاعفات, اذ تعتبر كرامه من قوام المفاهيم الاجتماعية الأساسية في المجتمع العربي, وتمتد جذورها لتصل إلى معظم التقاليد الاجتماعية في العالم العربي, بما في ذلك الكرم في ظل شح ما يمكن التشارك به والأنانية في وجه الخطر العظيم والضيافة الغامرة. ويستشهد بها "كعامل" و"مبرر" و"عذر" للعنف ضد النساء في العالم العربي, وبالأخص جرائم الشرف. هذا وقد ضاعف الاستعمار الأجنبي من الشعور الجماعي بالإذلال والشقاء, جاءت نتائجه في جرائم الاغتصاب والقتل والعنف المنزلي.
ويعتبر المشاركون في برنامج كرامة قادة هذه الحركة الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, إذ يقومون بترؤس الاجتماعات وجمع المعلومات ومعالجة العنف كأسباب ومؤثرات على المحاور الثمانية المختلفة. وتوفر كرامة الهيكل والإطار اللذين يسمحان للناشطات العربيات من ممارسة رؤيتهم وقيادتهم واستقلالهم في تحديد ما يحتاجون إليه وكيفية العمل مع بعضهم البعض, في غياب أي ضغط خارجي يؤثر على عملهم. وقد عبر المشاركون عن حماسهم إزاء تجسيد كرامة في اسم البرنامج ومنهجيته والشراكات التي يشكلونها.
لقد وفرت كرامة للناشطات, من خلال جمعهم مع بعض على المستوى الوطني والإقليمي, المجال أمامهم لاستيعاب بعضهم البعض ولإيجاد ما يتفقون وما لا يتفقون عليه ولتجاوز مشاكل عدم الثقة وللتفكير معا بإيجابية حول ما يؤثر على حركة النساء في المنطقة. لقد وصفت حركة النساء العربية نفسها "بالضعيفة" و"غير المرئية" و"غير منتجة", نتيجة عدم اهتمام جهة واحدة بعمل جهة أخرى وعدم قدرتهم على استيعاب بعضهم البعض. أما الآن, فنراهم يدعون بعضهم البعض إلى الاجتماعات وزيارة منظماتهم. إذ تعتبر كرامة الوسيلة التي من خلالها تستطيع حركة النساء العرب أن تصبح قوة عظيمة ذات وجود منظم لتحدي السياسات الحالية وتغيير اتجاه الاستراتيجيات لتصب في النساء والعنف.
وتعرف النساء من مصر والأردن والمغرب وتونس ولبنان أنفسهن على أنهن نساء كرامة, بحيث يروجن ويعرفن بكرامة في دولهن. لقد ربطوا أنفسهن بكرامة واقترحن بناء روابط مع نساء أخريات لنشر فكرة كرامة ومنهجيتها في بلادهم. يساعدنا هذا في الحصول على روابط موثوق بها في المنطقة العربية ويحسن من انتشار المعلومات ويسرع من الاستجابة ويقوي التضامن مع النساء في دول أخرى. على سبيل المثال, استطاعت كرامة وشركاؤها في الأردن خلال ثلاثة أسابيع من رصد 30.000 دولار أمريكي لمجموعات النساء اللبنانيات بعد أحداث التفجيرات في لبنان. وفي مثال آخر, ترجم أعضاء كرامة خلال يومين العريضة إلى اللغة العربية لدعم مظاهرة للنساء في إيران بحيث وزعت المعلومات إلى عدد كبير من النساء وأضافت تواقيع إلى العريضة من مختلف دول المنطقة العربية.
1 Comments:
That's an interesting picture. I don't know what the Arabic says... but it looks like she really misses that tree. Or she doesn't want to leave the tree? I don't know what's going on here.
Post a Comment
<< Home