يحشر المرء على ما مات عليه!!
يحشر المرء على ما مات عليه!!
حكي أن أخوين كان أحدهما عابداً ، والآخر مسرفاً على نفسه ، فسولت للعابد يوماً
نفسه أن يتبع شهواتها ثم يتوب بعد ذلك لعلمه أن الله غفور رحيم ، فقال العابد في
نفسه : أنزل إلى أخي في أسفل الدار وأوافقه على الهوى واللذات بعض الوقت ثم
أتوب وأعبد الله فيما تبقى من عمري ، فنزل على هذه النية .
وقال أخوه المسرف : قد أفنيت عمري في المعصية وأخي العابد يدخل الجنة
وأنا أدخل النار والله لأتوبن وأصعد إلى أخي وأوافقه في العبادة ما بقى من
عمري ، فلعل الله يغفر لي.
فطلع على نية التوبة ونزل أخوه على نية المعصية ، فزلت رجله فوقع على أخيه فمات الإثنان معاً ، فحشر العابد على نية المعصية وحشر المسرف على نية التوبة.
أنشد جعفر بن محمد لرجل شكا إليه الفقر:
فلا تجزع إذا أعسرت يوما *** فكم أرضاك باليسر الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر *** لعل الله يغنى عن قليل
ولا تظنن بربك غير خير *** فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بربك غير خير *** فإن الله أولى بالجميل